الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: إعراب القرآن **
وليس من هذه الأبواب في التنزيل أكثر من هذا. وقد ذكر سيبويه حذف المضاف في الكتاب في مواضع فمن ذلك قوله حكاية عن العرب: اجتمعت اليمامة أي أهل اليمامة وقوله: " صدنا قنوين " أي وحش قنوين. فمما جاء في التنزيل: قوله تعالى " وقدره الفارسي تقدير حذف المفعول أي: مالك يوم الدين الأحكام فتكون الأحكام المفعول فلا يكون على قوله من هذا الباب. ومن ذلك قوله تعالى: " ومنه قوله تعالى: " وتبعه الفارسي فحمل " في ومنه قوله تعالى: " ومنه قوله تعالى: " ويدل على هذا الحذف قوله تعالى: " روى عن الحسن أن ذلك من ملك فقد يجوز أن يكون الملك في السحاب ويكون من هذا قراءة من قرأ: سحاب ظلمات بالإضافة لاستقلال السحاب وارتفاعه في وقت كون هذه الظلمات. وقدره مرة أخرى أي سحاب وفيه الظلمات فكذلك فيه ظلمات أي في وقت نزوله ظلمات. ومنه قوله تعالى: " " وقدره أبو علي: من تحت مجالسها. ومنه قوله تعالى: " وقيل: غيب بمعنى غائب لأن ذا غيب صاحب غيب وهو يكون غائباً. ومنه قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " فاليوم مفعول به وليس بظرف إذ ليس المعنى: ائتوا في يوم القيامة لأن يوم القيامة ليس بيوم التكليف. ومن حذف المضاف قوله تعالى: " قال أبو علي: ليس يخلو تعلق الأربعين ب الوعد من أن يكون على أنه ظرف أو مفعول ثان فلا يجوز أن يكون ظرفاً لأن الوعد ليس فيها كلها فيكون جواب كم ولا في بعضها فيكون كما يكون جواباً ل متى لأن جواب كم يكون عن الكل لأنك إذا قلت: كم رجلاً لقيت فالجواب: عشرين فأجاب عن الكل. وجواب متى جواب البعض. لأنك إذا قلت: متى رأيت يقال في جوابه: يوم الجمعة وهو بعض الأيام التي يدل عليه متى فإذا لم يكن ظرفاً كان انتصابه بوقوعه موقع المفعول الثاني والتقدير: واعدنا موسى انقضاء أربعين ليلة أو تتمة أربعين ليلة فحذف المضاف كما تقول: اليوم خمسة عشر من الشهر أي تمامه. ونظيره في الأعراف: " " فأما انتصاب الأربعين في قوله: " والمعنى: تم القوم معدودين هذا العدد. وتم الميقات معدوداً هذا العدد. فيكون عشرين حالاً كما أن معدودين كذلك. ونظيره قوله تعالى: " وليس جانب ظرفاً لأنه مخصوص كقوله: فواعديه سرحتى مالك أي إتيان سرحتى مالك. ومن ذلك قوله تعالى: " وكذلك " وقيل: من بعد إنجائنا إياكم. نظيره: " ومثله: " ومنه قوله: " نظيره: " ومثله في الأعراف. ومن ذلك قوله: " أي حب عبادة العجل فحذف حب أولا فصار: وأشربوا في قلوبهم عبادة العجل ثم حذف العبادة. ومثله: " وقال الكلبي: لما ذرى العجل في اليم وشربوا منه الماء ظهرت علامة الذهب على بدن محبي العجل فذلك قوله: " " وإن شئت أمنا كان بمعنى: آمن. ومن ذلك قوله تعالى: " ومنه قوله تعالى: " " قوله تعالى: " وقيل: " قال سيبويه: وهذا من أفصح الكلام إيجازاً واختصاراً ولأن الله تعالى أراد تشبيه شيئين بشيئين: الداعي والكفار بالراعي والغنم فاختصر. وذكر المشبه في الغنم بالظرف الأول فدل ما أبقى على ما ألقى. وهذا معنى كلامه. ومثله: " وإن شئت: ولكن البر بر من آمن. وإن شئت: كان البر بمعنى البار فلا يكون من هذا الباب. ولا وجه أن يكون التقدير: ولكن البر بر من آمن ليكون ابتداء الكلام على الحقيقة لأنه إذا حذف منه ذا أو جعل بمعنى البار فعلى الوجهين يكون مغيراً عن أصله. " والعفو: التيسير دون الصفح كالذي في قوله. وآخره عفو لله أي يسر له حيث قبلت الصلاة في آخره قبولها في أوله لم تضيق على المصلى. وقال في موضع آخر: " فمن عفى له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان " الآية. هذا في قبول الدية في العمد أي من يسر له من أخيه القاتل فاتباع بالمعروف أي ليتبعه ولى المقتول بالمعروف فيتجمل في المطالبة وليؤد المطالب ذلك منه إلى ولي المقتول بإحسان فلا يمطله ولا يبخسه. فقوله تعالى: " والتقدير: متلبساً بإحسان أي محسناً. ولا يتعلق بالمصدر نفسه لأنه قد تعلق به إلى والضمير في إليه راجع إلى " ومنه قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " " ومن ذلك قوله تعالى: " وإن شئت كان: الحج نفس الأشهر مجازاً واتساعاً لكونه فيها. ومن ذلك قوله: " ووقع في الحجة: في استحلالهما وهو فاسد لأن استحلالهما كفر واستعمالهما إثم. ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله: " ومثله قوله تعالى: " والمعنى: على تضييعهم الدين ونبذهم إياه واطراحهم له فسأل ربه وليا يرث نبوته. ومنه قوله تعالى: " وقوله تعالى: " وهذا قول نفاة الرؤية. ومن أثبت الرؤية لم يقدر محذوفا. ومن ذلك قوله تعالى: " وقال أبو علي: لا يتعلق " أَنْ " بقوله: " واستشهدوا شهيدين من رجالكم. . . أن تضل إحداهما " لم يسغ ولكن يتعلق " أن " بفعل مضمر دل عليه هذا الكلام وذلك أن قوله: " وقال أبو الحسن في قوله: " وهذا قول حسن وذلك أنه لما كان قوله " فإن قلت: من أي الضريين تكون كان المضمرة في قوله " وإنما جاز إضمار هذه وإن كان قد قال: لا يجوز: عبد الله المقتول وأنت تريد: كن عبد الله المقتول لأن ذكرها قد تقدم فتكون هذه إذا أضمرتها لتقدم الذكر بمنزلة المظهرة ألا ترى أنه لا يجوز العطف على عاملين ولما تقدم ذكر " كل " في قوله: أكل امرئ تحسين امرأ ونار توقد في الليل نارا كان كل بمنزلة ما قد ذكر في قوله: ونار توقد بالليل. وكذلك جاز إضمار كان المنتصبة للخبر كما أضمر بعد " إنْ " في قوله: إن خنجراً فخنجر لما كان الحرف يقتضيها. ويجوز أن تضمر التامة التي بمعنى الحدوث والوقوع لأنك إذا أضمرتها أضمرت شيئاً وإذا أضمرت الأخرى احتجت أن تضمر شيئين وكلما قل الإضمار كان أسهل فأيهما أضمرت فلا بد من تقدير المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه. المعنى: فليحدث شهادة رجل وامرأتين أو يقع أو نحو ذلك. ألا ترى أنه ليس المعنى: فليحدث رجل وامرأتان ولكن لتحدث شهادتهما ويجوز أن يتعلق قوله " وموضع إضماره فيمن فتح الهمزة من أن تضل قبل أن وفيمن كسر إن بعد انقضاء الشرط بجوابه. يعني أن من كسر إن يجعل الجملة الشرطية وصفا لقوله امرأتان والصفة قبل الخبر. فقد جاز في أن تضل أن تتعلق بأحد ثلاثة أشياء: أحدها المضمر الذي دل عليه قوله: " والثاني: الفعل الذي هو: فليشهد رجل وامرأتان. والثالث: الفعل الذي هو خبر المبتدأ. فإن قيل: فإن الشهادة لم توقع للضلال الذي هو النسيان إنما وقعت للذكر والحفظ. فالقول في ذلك أن سيبويه قد قال: أمر بالإشهاد لأن تذكر إحداهما الأخرى ومن أجل أن تذكر إحداهما الأخرى. وذكر الضلال لأنه سبب للإذكار كما تقول: أعددته أن تميل الحائط فأدعمه. وهو لا يطلب بذاك ميلان الحائط ولكنه أخبره بعلة الدعم وسببه. ومن حذف المضاف قوله تعالى: " أي: فنعم شيئاً إبداؤها فحذف المضاف وهو إبداء فاتصل الضمير فصار ها هي لأن ها ومن ذلك قوله تعالى: " أي: إن أكله. ومثله: " أي: وقت دوامي فيهم. ومثله: " أعلم بنا لبثتم " أي: بوقت لبثكم. وقال: " ويجوز أن تعود الهاء إلى ما حملا على المعنى. ومثله: " ومن حذف المضاف قوله تعالى: " ألا ترى أنه قيل: أراد به البنادق. ومثله: " أي: ليس عليكم جناح العمل وإثمه دون الخطأ. ومثله: " ألا ترى أن الأنبياء تعتزل عن المعاقبين في المحل إذا عوقبوا على هذا " ويجوز أن يكون التقدير: من ومثله: " وكقوله تعالى: " وقيل: الباء زيادة. وقيل: وهزى إليك رطباً بجذع النخلة. وكقوله تعالى: " ألا ترى أنه إنما يعبر موضع الصلاة وموضع الصلاة هو المسجد لأن سائر المواضع عبوره قد وقع الاتفاق على إباحته. ومن ذلك قوله تعالى: " ومثله قوله تعالى: " وقال: " كذا ذكره سيبويه وأبو علي وقد وجدنا خلاف ذلك في التنزيل. ومن ذلك قوله تعالى: " والمفعول الذي هو مفعول المصدر محذوف وكل واحد من الفاعل والمفعول قد يحذف مع المصدر. ويجوز أن يكون قوله تعالى: " وعلى هذا قوله تعالى: " ويقوى أن الدعاء يراد به دعاء الآلهة الذي هو العبادة لها والرغبة إليها في دعائها قوله: " أما فاعل يكون للعذاب المحذوف لذى قد حذف وأقيم المضاف إليه مقامه أي: سوف يكون العذاب لازماً لكم ولزاماً مصدر فإما أن يكون بمعنى لازم أو يكون: ذا لزام. ومثله: " ومثله: " ومثله: " وقال الله تعالى: " وقال الله تعالى: " هكذا قالوه. وأنكره الأسود وقال: هذه الآية نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي وكان من أهل الطائف وكان ينزل مكة وهو حليف لبني زهرة وهو أحد المنافقين. مطاع فلما كان ثقيفياً من أهل الطائف ثم نزل مكة جاز أن يقال: على رجل من القريتين وهذا ظاهر. ومثله: " ومثله " كقوله تعالى: " وقال: " وقال الله تعالى: " ومثله: " ومثله: " عن ذكر ربي ". ومثله: " ومثله " ومثله: " ومثله: " عن الكوفى. وعن النحاس: أن موضع " أنْ تَضلُّوا " نصب بوقوع الفعل عليه أي يبين الله لكم الضلالة. ومثله: " ومثله: " وفيه قول آخر ستراه في حذف الجار. ومثله: " ومثله: " ومثله: " ومن ذلك قوله تعالى: " قال محمد بن كعب: كانوا ثمانية والثامن راعي كلبهم. فيكون التقدير: وثامنهم صاحب كلبهم. والجمهور على خلافه وأنهم كانوا سبعة وثامنهم كلبهم. ومثله من حذف المضاف قوله تعالى: " قال أبو علي في الآية: معنى " وأما قوله تعالى: " ويجوز قد أحاط بعلمه وأما قوله تعالى: " والضمير الذي أضيف إليه يده يعود إلى المضاف المحذوف. ومعنى: ذى ظلمات: أنه في ظلمات. ومعنى " وقوله تعالى: " ويجوز أن يكون الالتقام كان في ليل فهذه ظلمات. وقوله تعالى: " قيل: من ظلمة بطن الأم والرحم والمشيمة عن ابن عباس. وقيل: ظلمة صلب الأب ثم بطن الأم ثم الرحم. فمن قرأ: " ومن جر ظلمات ونون سحاباً كان بدلاً من ظلمات الأولى ومن ذلك قوله تعالى: " ومثله: " ومثله: " يدلك على ذلك قوله تعالى: " وقال: " وقال الله تعالى: " و " وقال الله تعالى: " وقال مرة أخرى: " وقال: " وقوله تعالى: " أي ضرب الله مثل عبد مشرك بين شركاء متشاكسين. ومثله قوله تعالى: " إلا ما حملت ظهورهما أو لحوايا أي: شحم الحوايا. وقال أبو علي في الآية: الذي حرم عليهم الشحوم والثروب. قال الكلبي: وكأنه ما خلص فلم يخالط العصب وغيره. فأما الحوايا فيجوز أن يكون له موضعان: أحدهما رفع والآخر نصب. فالرفع أن تعطفها على " والآخر: أن يريد: إلا ما حملت ظهورهما أو شحم الحوايا فيحذف الشحم ويقيم الحوايا مقامه. والمعنى في الوجهين التحليل ألا ترى ما حملت الظهور محلل. وكذلك إذا جعلت موضع الحوايا نصباً بالعطف على " والحوايا: المباعر وبنات اللبن. ومثله: " والتقدير فيه حذف المضاف كأنه: سواء منكم أسرار من أسر وجهر من جهر كما قال الله تعالى: " وأما الجار في قوله تعالى: " ويجوز أن يكون متعلقاً بسواء أي: يستوي فيكم. مثل: مررت بزيد. ويجوز ألا يكون: جهر من جهر منكم وسر من أسر منكم سواء. هكذا قال أبو علي على الموصول إلا أن تجعله من باب قوله: " ومثله: " يدل على ذلك قوله تعالى: " عيناً " أي: يشربون من كأس ماء عين فحذف الماء كما حذف في الأولى فحذف الماء للعلم بأن الماء من العين ماؤها لا نفسها. ومثله: " ومن حذف المضاف قوله تعالى: " ف " تِسْعاً " منصوب لأنه مفعول به والمضاف معه مقدر. ومثله: " ومثله: " ومثله: " ومثله: " ألا ترى أن القلوب إنما تقسو من ترك الذكر لا من الذكر كما قال الله تعالى: " تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله " و " وقد يمكن أن تكون الآية على ظاهرها فتكون القسوة تحدث عن ذكر الله وذلك ممن يستكبر ولا ينقاد ولا يخضع ولا يعترف. وقريب من هذا قوله تعالى: " ومن حذف المضاف قوله تعالى: " ومن هذا الباب قوله تعالى: " ومثله: " ومثله: " ومثله: " ولا تجهر بصلاتك: أي: بقراءة صلاتك ألا ترى أن الصلاة لا يخافت بها. وإنما يخافت ومثله: " فحذف المضاف. كقوله تعالى: " وقال الله تعالى: " وقال ": " ومثله: " ومثله: " وقال: " ومن ذلك قوله تعالى: " وقال الفراء: لئلا تقولوا. وكذلك: " ومثله: " فأما من قرأ بالتاء فالتقدير: وقال لهم " قالوا: بلى " فقال الله تعالى: شهدنا كراهة أن تقولوا. وقيل: " قالوا بلى " فقال الله للملائكة: اشهدوا. قالت الملائكة: شهدنا كراهة أن تقولوا. ومن حذف المضاف قوله تعالى: " ومثله: " ويجوز أن يكون الذين في موضع الجر وصفاً للقوم والمخصوص بالذم مضمر والتقدير: بئس مثل القوم المكذبين بآيات الله مثلهم. فأما قوله تعالى: " فيجوز أن يكون التقدير: فنعم أجر العاملين أجر الذين صبروا فحذف المضاف. ويكون الذين في موضع الرفع لقيامه مقام الآخرة. ويجوز أن يكون الذين في موضع الجر والتقدير: فنعم أجر العاملين الصابرين أجرهم فحذف المخصوص بالمدح. ومن ذلك قوله تعالى: " وكذلك قوله تعالى بقدرها يعني بقدر مياهها. ألا ترى أن المعنى ليس على أنها سالت بقدر أنفسها لأن أنفسها على حال واحدة وإنما تكون كثرة المياه وقلتها وشدة جريها ولينه على قدر قلة المياه المنزلة وكثرتها. ومن حذف المضاف قوله تعالى: " والمعنى: هل تستطيع سؤال ربك فحذف المضاف. وذكروا الاستطاعة في سؤالهم لأنهم شكوا في استطاعته ولكنهم ذكروه على وجه الاجتماع عليه منهم كأنهم قالوا: إنك تستطيع فما يمنعك مثل ذلك قولك لصاحبك: أتستطيع أن تذهب عني فإني مشغول أي: اذهب لأنك غير عاجز عن ذلك. وأما أن في قوله: " ألا ترى أنه لا يصلح: هل تستطيع أن يفعل غيرك وإن الاستفهام لا يقع عنه كما لا يصح في الإخبار: أنت تستطيع أن يفعل زيد. وأن في قوله " فإن قلت: هل يصح هذا على قوله سيبويه وقد قال: إن بعض الاسم لا يضمر في قوله: إلا الفرقدان. فإن ذلك لا يصح لأنه كما ذهب إليه في قوله: ونار توقد بالليل نارا ومثل حذف المضاف قوله تعالى: " ومثله قوله تعالى: " إنما المعنى: أنه يطبع على القلوب إذا كانت قلباً قلباً. وقد ظهر هذا المضاف في قراءة ابن مسعود: على قلب كل متكبر. ومثله: " ومن حذف المضاف قوله تعالى: " وقوله تعالى: " أم وليس المراد بهذا الكرم أنه لا يقيم بيتا لأن ذلك تكرر عليه مع صحة العقل والسمع بعد ألا يحفظه. ألا ترى أن الصغار منا ومن يقرب من الأطفال قد يحفظون ذلك ويؤدونه. والبيت الواحد يكون شعراً إلا أن قائله لا يكون شاعراً كما أن من بنى مفحصاً ودرجة ومعلفاً ونحو ذلك مما يقل يقال له بناء. إلا أن فاعله لا يقال له بناء كما أن من أصلح قميصاً لا يكون خياطاً وإن كان ذلك الإصلاح خياطة. ومن ذلك قوله تعالى: " قال أبو علي: في الآية يجوز أن يكون جمع المصدر كأنه جمع مرضعاً مراضع. ويجوز أن يكون جمع المصدر كأنه جمع مرضعاً مراضع على أنه صفة للمرأة مثل مطفل ومطافل فيكون التقدير: ثدي المراضع. وعلى الوجه الأول: وحرمنا عليه الإرضاعات. ومن ذلك قوله تعالى: " كما قال: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومثله: " ومن ذلك قوله تعالى: " قال أبو علي في الآية: فاعل يوسوس من قوله الذي يوسوس في صدور الناس: الجنة. وذلك أن أبا الحسن يقول: إن قوله من الجنة والناس متعلق بالوسواس كأنه: من شر الوسواس من الجنة والناس. وإذا كان كذلك ففاعل يوسوس هو اِلْجنَّة ولا يمتنع ذلك وإن كان لفظ الجنة مؤنثا لأن معنى الجن والجنة واحد. والعائد على هذا إلى الموصول الهاء المحذوفة أي: الذي يوسوسه فحذف. فإن قلت: إن في هذا إضمار قبل الذكر كما أن: ضرب غلامه زيد كذلك. وإن شئت كان وإن شئت قدرت في الوسواس فيكون العائد إلى الموصول ذكر الفاعل في يوسوس: ولا تضمر الهاء كما أضمرت في الوجه الآخر. ومن حذف المضاف قوله تعالى: " وفي " ومنه قوله تعالى: " وقدره البخاري: لهم درجات على نزع الخافض. ومن حذف المضاف قوله تعالى: " قال أبو علي: هذا يكون على ضربين: أحدهما: تقلب وجهك نحو السماء وهذا يفعله المهتم المتفكر فالسماء هذه التي تظل الأرض ويكون السماء ما ارتفع وكان خلاف السفل أي: تقلب وجهك في الهواء. ولا يكون في السماء متعلقاً ب نرى لأنه سبحانه وتعالى يرى في السماء وغيرها فلا وجه لتخصيص السماء. هذه لفظة ذكرها سيبويه في الأبنية مع كينونته في باب: سيد وميت مما مقحمة يقلب فيه ومن ذلك قوله تعالى: " ومن حذف المضاف قوله تعالى: " ومن ذلك قوله: " من أحدكم. لأنه لم يأت الجن رسل. قاله ابن جريج. وقال الضحاك: بل أتتهم الرسل كما أتت الإنس. وقال غيرهما: الرسل التي أتتهم هم النفر المذكورون في قوله تعالى: " فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين ". ومن ذلك قوله تعالى: " وقال الله تعالى: " وقال: " ومثله: " وقال الله تعالى: " فلا جناح فيما افتدت " أي: على أحدهما وهو الزوج لأنه آخذ ما أعطى. قال: ويراد الزوج دون المرأة وإن كانا قد ذكرا جميعا كما قال الله تعالى: " قال: وقد تحتمل هذه وجها آخر وهو أن يريد: لا يقولن واحد منهما لصاحبه: أنت مقصر فيكون المعنى: لا يؤثمن أحدهما صاحبه. ومثله: " ومن حذف المضاف قوله تعالى: " ومثله: " قد فأما قوله تعالى: " أو يكون: من مجازاة أهل القبور أي: لا يثابون ولا يعاقبون ويكون كما يئس الكفار الموتى من الآخرة فأضمر من الآخرة لجرى ذكره. ويكون قوله من أصحاب القبور متعلقاً ب الكفار دون يئس محذوف لجرى ذكره. ومن ذلك قوله تعالى: " ومنه قوله تعالى: " والاستثناء من المضاف المحذوف. ومن حذف المضاف قوله: " لا قال أبو علي: قد تكون موضع من نصباً إذا استثنيته من المنتجين كما جاء " وإذ هم نجوى " أي: هم منتجون. وقد يكون جزاء أي: لا خير في كثير من نجواهم إلا في انتجاء من أمر بصدقة. ويكون هذا على قياس قوله: " ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ". فهذا لا يكون من المنتجين ولكن على الانتجاء. وإنما قال أبو علي: قد يكون نصباً على أصل الباب كقراءة ابن عامر: " وأما قوله تعالى: " والنجوى ها هنا مثله في قوله تعالى: " ومنه قوله تعالى: " ومنه قوله تعالى: " كقوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن حذف المضاف قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " وخيراً المفعول الثاني. ومن قرأ بالياء فقد كفانا سيبويه حيث قال: ومن ذلك قوله عز وجل: " ومن ذلك قول العرب: من كذب كان شراً له. يريدون: كان الكذب شراً له. إلا أنه استغنى بأن المخاطب علم أنه الكذب لقوله: كذب في أول حديثه فصارت هو ها هنا وأخواتها بمنزلة ما إذا كانت لغوا في أنها لا تغير ما بعدها عن حاله قبل أن تذكر. ومن ذلك قوله تعالى: " لأن العدة الحيض والمرأة لا تطلق في حيضها. ألا ترى أن ابن عمر لما طلق في الحيض أمره بأن يراجعها ثم يطلقها. فإذا كانت العدة الحيض وكان النهى قد حصل وثبت عن الطلاق في الحيض لم يجز أن يكون المراد إيقاع الطلاق في العدة وإذا لم يجز ذلك ثبت أنه لقبل عدتهن إذ ذلك هو الظرف وهو المأمور بإيقاع الطلاق فيه. ومن ذلك قوله تعالى: " ألا ترى أنه لا تفرق الثمانون على الجماعة إنما يضرب كل واحد ثمانين. وإذا كان كذلك دل أن ما دون النصاب بين الشريكين لا يحتسب فيه شئ بظاهر قوله: " ومن حذف المضاف قوله تعالى: " ولا يكون على الظاهر وغير حذف المضاف لحلو اللفظ من الفائدة على هذا. ألا ترى أن قوله " فامسحوا " يغنى عن ذلك. وهذا الحذف ينبغي أن يكون على تأويل أبي حنيفة لأن أبا يوسف روى عنه فيما حكى الشيخ أنه قال: أمر الله في آية التيمم بشيئين: تيمم ومسح. وفي قول زفر: لا يلزم أن يقدر هذا المضاف لأن المراد كان عنده المسح ولا ينبغي أن يكون المراد تيمموا الصعيد: اقصدوه. لأن من الفقهاء من لم يذهب إليه لأن زفر كان المعنى عنده: امسحوا لأن زفر يقول: يصح التيمم بغير النية وأبو حنيفة يقول: لا يصح إلا بالنية لأن التيمم قصد والقصد هو النية. وزفر يقيسه على الوضوء فيصير في الآية تكرار لأنه لا يقدر المضاف ولا يجعل التيمم النية. ومن حذف المضاف قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " ويجوز أن يكون حالاً من المضاف إليه الأعين أي: تدور أعينهم مشبهين الذي يغشى عليه لأن الذي يغشى عليه تدور عينه فيكون الكاف على هذا حالا وعلى القول الأول وصفا للمحذوف منه وفي كلا الأمرين فيه ذكر من هو له. ومن حذف المضاف قوله تعالى: " هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم " أي: في ملك ما ملكنا كم تخافونهم أي: تخافون تسويتهم في الملك لأن سياقة الكلام عليه ولا يكون المعنى على: تخافون مكايدتهم أو بأسهم لأن ذلك غير مأمون منهم. فالمعنى: تخافون تسويتهم إياكم فتقدير المصدر الإضافة إلى الفاعل فقوله " فهو من باب " ومن ذلك قوله تعالى " ومنه قوله تعالى " ومن ذلك قوله تعالى: " ويجوز أن يكون السلام السلامة أي: دار السلامة. ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " لا بد من حذف المضاف لأن ظرف الزمان لا يكون خبراً عن الجثة كقولهم: الليلةُ هلالُ. ومن ذلك قوله تعالى: " وقال: " ومن ذلك قوله تعالى: " وأنكاثاً حال مؤكدة لأن في النقض دلالة على النكث. ومن ذلك قوله تعالى: " وحمل أن على موضع المحذوف ف أن بدل من أمر الجن. ومن ذلك قوله تعالى في قصة شعيب: " ومن ذلك قوله تعالى: " فإن قلت: فهل يكون " ألا ترى أن يدخلونها صفة وليس بخبر لأن جنات عدن نكرة وليس كزيد. قاله أبو علي. وعندي فيه نظر لأن كون قوله " يَدْخُلُونَهَا " صفة لجنات لا يمنع عطف ومن صلح على الضمير الذي فيه. ومن ذلك قوله تعالى: " ومنه قوله تعالى: " ومنه قوله تعالى: " وإذا أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم " أي: أمم النبيين. وقال: " ووصف الزرع بأنه ذو ريح في وقتها كان كما أن من قرأ في قوله تعالى: " ولا تكون النفقة كالريح ولا كمثل الريح فإنما هو كلام فيه اتساع لمعرفة المخاطبين بالمعنى كقولهم: ما رأيت كاليوم رجلاً. وقدره أبو علي مرة أخرى: كمثل إهلاك ريح أو فساد ريح. وإن جعلت ما بمنزلة الذي كان التقدير مثل إفساد ما ينفقون وإتلاف ما ينفقون كمثل إتلاف ريح تقدر إضافة المصدر إلى المفعول في الأول وفي الثاني إلى الفاعل. وقال في قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " وفي الأخرى: " المعنى: والمتكلف شرة نفسه فحذف المضاف إليه كما حذف في الآية. ومن ذلك قوله تعالى: " عن الكلبي. وقيل: لست عن مخالطتهم في شيء. نهى نبيه صلى الله عليه وآله عن مقاربتهم وأمره قال أبو علي: لست منهم كقوله: فإني لست منك للمبارأة. وحمل الجار في شئ على أنه حال من الضمير في منهم على الوجوه كلها. ومن ذلك قوله تعالى: " وقال: " ومن ذلك قوله تعالى: " والخلاف والخلف واحد وهو ظرف. وقيل: هو مصدر في موضع الحال أي: فرح المخلفون بمقعدهم مخالفين رسول الله والمقعد المصدر لا غير لتعلق خلاف به والمكان لا يتعلق به شئ. وإن كان خلاف مصدراً فهو مضاف إلى المفعول به. والمقعد والمثوى في قوله تعالى: " والمثوى: الثواء. والمغار: الإغارة. والملقى في قول ذى الرمة: أي: فظل بالإلقاء. والمجر في قول النابغة: كأن مجر الراسيات ذيولها " فاْلَملْقَى " والمجر مصدران. ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " والله مخرج ما كنتم تكتمون ". ما بمنزلة الذي. ويجوز أن تجعلها مصدراً أي: الكتمان. ويريد مع هذا بالكتمان: المكتوم أي: ذا الكتمان فحذف المضاف ويخرج على معنى الحكاية كقوله: " وإنما قال: " ومن ذلك قوله تعالى: " وقال أبو عبيدة: أي: وقوداً. وهذا يصح على حذف المضاف والمضاف إليه كله أي وكفى بسعير جهنم سعيراً لأن السعير هو الاستعار وجهنم اسم مكان فلا يكون ذو الحال الحال إلا على هذا التقدير وتكون الحال مؤكدة كقوله: كفى بالنأى من أسماء كاف وقال أبو الحسن في سعير: أي مسعورة. واستدل على ذلك بقوله تعالى: " وإن أراد أبو عبيدة بالوقود الحطب كان أيضاً على حذف المضاف أي: وكفى بوقود جهنم وقودا والحال أيضاً مؤكدة. ومن ذلك قوله تعالى: " ودرجات أي: أجر درجات فحذف وهو بدل. أو يكون: بدرجات فهو ظرف. ومغفرة أي: وجزاهم مغفرة أو يكون: وغفر مغفرة. ومن ذلك قوله تعالى: " وإن حملت الصيد على المصدر والتقدير: صيد وحش البر لأن البر لا يصاد فالصيد هنا مثله في قوله: " ومن ذلك قوله تعالى: " وقد يكون على: رسلا قصصنا أسماءهم عليك ورسلا لم نقصص أسماءهم. ومن ذلك قوله عز وجل: " ومن ذلك قوله تعالى: " والتقدير: أو مثل من كان ميتا ليطابق قوله كمن مثله فحذف المضاف. وإن شئت كان التقدير: كمن مثله. فهو كقولهم: أنا أكرم مثلك أي أكرمك. وقال عز وجل: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " قال أبو علي: أي: ساقطاً. مثل قوله: جعل قضاء حاجتي بظهر أي: نبذه وراء ظهره ولم يلتفت إليه. وقوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " وقوله تعالى: " وقيل: أي: يكون الإنسان هو المسئول عن السمع والبصر والفؤاد تسأل عن الإنسان لتكون شهوداً عليه وله بما فعل من طاعة وارتكب من معصية. وقيل: يعود إلى البصر. وقيل: يعود إلى كل. ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن جعله كقوله: " ومن ذلك قوله تعالى: " أي: يعود خلقكم عودا كبدئه. والخلق: اسم الحدث لا الذي يراد به المخلوق. ومن ذلك قوله تعالى: " وإن شئت علقت الظرف بما دل عليه القوام كأنه: قال: مستقيما بين الإسراف والإقتار فلا تجعله متقدماً على المصدر وما يجرى مجراه لأن ذلك لا يستقيم. وإن شئت علقته به فكان على هذا النحو. وإن شئت علقته بمحذوف جعلته الخبر كأنه قال: بين الإسراف أو التبذير والإقتار فأفرد ذلك كما أفرد في قوله: " ومن ذلك قوله تعالى: " حسبته لجة " أي: حسبت صحن الصرح من القوارير ماءً ذا لجة. وقال تعالى: " بل أدارك علمهم في الآخرة " بمعنى: أدرك ولحق فالمعنى: أنهم لم يدركوا علم الآخرة أي: لم يعلموا حدوثها وكونها. ودل على ذلك: " ف في بمعنى الباء أي: لم يدركوا علمها ولم ينظروا في حقيقتها فيدركوها أي إدراك علمهم بحدوثها بل هم في شك من حدوثها بل هم عن علمها عمون. ومن ذلك قوله تعالى: " وقال عز من قائل: " ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك: " والتأويل: حديث فيحتمل الصدق والكذب وصدق. فعل يتعدى إلى مفعولين. ومن ذلك قوله تعالى: " والمعنى: يرهبونكم أشد مما ترهبون الله. وهذا مثل قوله تعالى في صفتهم: " وقال عز من قائل: " والتقدير: رهبتهم لكم تزيد على رهبة الله. فالمصدر المقدر حذفه في تقدير الإضافة إلى المفعول به. ومن ذلك قوله تعالى: " ويكون قوله من فضة صفة للقوارير كما أن قدروها صفة. ومن ذلك قوله تعالى: " ثم قال: " " ثم كان " أي: إن كان أي: ثم كونه من الذين فحذف أن كقوله: " أحضر الوغى ". ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك قوله تعالى: " والخشية: خوف فيه تعظيم للمخشى منه بخلاف الإشفاق فكأنه قال: هم حذرون المعاصي من أجل خشية عقاب الله.
|